حين حاول آلاف السعوديين مشاهدة حلقتين مسربتين من مسلسلهم الشهير "طاش ماطاش" على موقع تبادل الفيديو العالمي يوتيوب تفاجأوا بأن الحلقتين تم حذفهما من قبل إدارة الموقع التي أشارت إلى أن ذلك جاء بطلب من مجموعة "أم.بي.سي"، ليفتح الباب أمام حرب الكترونية بين الناشرين والحاذفين حتى تم حسم الموقف بالقانون.
وقعت مجموعة "أم بي سي" اتفاقاً مع هيئة الإتصالات وتقنية المعلومات في السعودية يقضي بمعاقبة أي موقع الكتروني يقوم ببث أي من برامج المجموعة ممثلة بكامل قنواتها التلفزيونية أو الإذاعية، دون الحصول على إذن رسمي، ما يعني أن عشرات المقاطع والمسلسلات التي كان يبثها الهواة في المواقع الالكترونية ستختفي إلى الأبد.
وتقضي القوانين المعلنة في لائحة الهيئة بالسجن والغرامة لمدد متفاوتة تتراوح من سنة إلى 10 سنوات في حين تصل الغرامات إلى 5 ملايين ريال سعودي، طبقاً لحجم "الجريمة الإلكترونية" وتداعياتها وفقاً للاتفاقيات الدولية الموقعة مع الجهات الدولية ذات الصلة بهذا الخصوص، فضلاً عن إغلاق المواقع التي ترتكب هذه الجرائم.
وأطلقت المجموعة موقع "شاهد أونلاين" الذي يعتبر مكتبة البرامج التلفزيونية لكافة قنوات المجموعة التي تحظى بمتابعة الملايين في الوطن العربي، في خطوة تبعها فيها كل من تلفزيون "أبو ظبي" و "دبي"، وبالتأكيد لن يتبعها التلفزيون السعودي لأن قدرته على "اللهاث" أكبر من قدرته على "الجري والمنافسة" حسب ما يقوله مراقبون إعلاميون.
ويقول مصدر خليجي تحدث مع "إيلاف" من الكويت إن هذه الاتفاقية تعتبر "فتحاً جديداً في ملف حماية الحقوق الفكرية الكترونياً واستغرقت عامين حتى تم إنجازها بهذه الطريقة". ويشير في سياق حديثه إلى أن "أي موقع سيبث أحد برامج القناة سيتم تحذيره في المرة الأولى وفي الثانية يمكن حجبه إما للأبد أو لفترة معينة".
ويمكن أن يحمي هذا القرار الذي جاء بموافقة وتأييد من وزارة الداخلية في المملكة عشرات المواقع الإخبارية الألكترونية التي ستتمكن من مطاردة سارقي أخبارها بشكل قانوني دون ضياع الوقت والمال بين دهاليز المحاكم والقضاء.
وكانت المجموعة تخسر عشرات الملايين شهريا جراء بث مسلسلاتها على المواقع الالكترونية بسبب فقدان المعلنين، إضافة إلى أن البعض كان يحصل على المسلسلات قبل بثها في استغلال لخدمة "ام.بي.سي. بلس" التي هي مشروع مشترك مع الشوتايم، وذلك قبل أن تبث في قناة ام بي سي العامة المفتوحة للجمهور.
وتأسّست مجموعة MBC في العام 1991 في لندن كأول قناة تلفزيونية عربية فضائية خاصة وغير مشفّرة في العالم العربي، و مقرّها الرئيس في مدينة دبي للإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة، تضم مجموعة MBC اليوم سبع قنوات تلفزيونية، وإذاعتين ومجلة أسبوعية ترفيهية، بالإضافة إلى عدة مواقع إلكترونية .
وفي كل موسم رمضاني تحرص المواقع الالكترونية في السعودية التي يحررها شبّان وهواة على نشر المسلسلات لأنها تجذب آلاف الزوار للموقع وخصوصا من الشبان الذين يقيمون خارج بلادهم للدراسة ولا يتوفر لهم التلفاز أو أنهم فقدوا الرغبة في متابعته.
