انفجر أحد «تنكات» شركة إسكندرية للبترول بمنطقة وادى القمر صباح أمس، وأسفر الانفجار عن اشتعال النيران لأكثر من ٥ ساعات، وأصيب ٧ من العاملين بالشركة بجروح سطحية، ونقلوا إلى المستشفى الجامعى ومستشفى رأس التين.. تحسنت حالة ٤ منهم، ونفت مصادر من الشركة سقوط ضحايا نتيجة الحادث، وتمت السيطرة على الحريق بعد ٥ ساعات، وانتقل وزير البترول ومحافظ الإسكندرية إلى موقع الحادث، وقرر الوزير تشكيل لجنة فنية لوضع خطة إعادة التشغيل.
تلقت إدارة شرطة النجدة بلاغاً فى الخامسة من صباح أمس، بنشوب حريق بشركة إسكندرية للبترول فى منطقة المكس دائرة قسم شرطة الدخيلة، انتقل اللواء مساعد الوزير مدير الأمن وضباط وقوات من إدارة الحماية المدنية، و٢٧ سيارة إطفاء، وتمت السيطرة على الحريق بعد ٥ ساعات.. وبالفحص تبين نشوب الحريق بوحدة التقطير التفريغى، التى تحتوى على مادة «البروبان» سريعة الاشتعال، التى تستخدم فى تكرير الزيوت البترولية، مما أدى إلى اشتعال النيران داخل الوحدة.
شاركت فى عملية الإطفاء الخارجى ١٥ سيارة تابعة لإدارة الحماية المدنية، بالإضافة إلى ١٢ سيارة تابعة لشركات البترول، واستغرقت السيطرة على الحريق قرابة ٥ ساعات.
أصيب أهالى الحى بذعر شديد فور سماع صوت الانفجارات التى وقعت فى الخامسة فجراً، وتبعها انفجاران آخران خلال ٤٠ دقيقة، وخرجوا إلى الشوارع مصطحبين ذويهم وهم بملابس النوم، ومنعهم رجال الأمن المركزى من الخروج، ووقعت اشتباكات انتهت بقذف الأهالى لسيارات الأمن بالحجارة، وحطموا إحداها وفر معظمهم خارج الحى.
وأكد مصدر بالشركة ـ رفض ذكر اسمه ـ أن الشركة كانت تقوم بعمل الصيانة السنوية لجميع الوحدات ـ البالغ عددها ٦.. وبدأت عملية التشغيل التجريبى، أمس الأول، لوحدة البروبان ٢٠٠٠ بعد صيانتها، ورجح المصدر أن تكون عملية التشغيل تمت دون الكشف على اللحام بالأشعة تحت الحمراء، مما أدى إلى تسريب كميات من الغاز.
وأوضح أن طول الوحدة يبلغ ٥ أمتار، ويعمل بداخلها من ٦٠ إلى ٧٠ عاملاً، ولفت المصدر إلى أن «التانك» كان ممتلئاً بمادة البروبان أثناء التشغيل، مما ساعد على الانفجار، وهو ما يخالف المواصفات الفنية ـ وفق قوله.
وأشار إلى أن الحريق دمر الوحدة ٢٠٠٠ بالكامل، فيما انتقلت النيران إلى الوحدة ١٠٠٠ المجاورة لها، وسببت بها خسائر بالغة لم تقدر حتى الآن.
وانتقل فريق من نيابة الدخيلة إلى موقع الحادث، وعاين موقع الحريق، وأمر إبراهيم حماد، رئيس نيابة الدخيلة، بإجراء التحريات حول الواقعة وندب لجنة فنية لبيان سبب الحريق.
وأكد الكيميائى محمد محجوب، رئيس شركة إسكندرية للبترول، أن الحريق لم يسفر عن أى خسائر بشرية، سوى بعض الإصابات السطحية لـ٣ فنيين من أبناء الشركة الذين أسرعوا للتعامل مع الحريق، دون انتظار وصول وحدات الإطفاء، مما انعكس إيجابياً على سرعة السيطرة على الحريق، ولفت إلى تلقيهم الإسعافات الأولية، تمهيداً لعودتهم اليوم إلى منازلهم.
وأشار رئيس الشركة إلى أن الفنيين وخبراء التكرير قرروا ترك شعلة لاستنفاد كمية البروبان المتبقية بالتنك بطريقة آمنة، طبقاً للمواصفات والإجراءات العالمية المتبعة فى مثل هذه المواقف.
وقرر وزير البترول تشكيل لجنة فنية برئاسة المهندس محمود نظيم، رئيس المنطقة الجغرافية البترولية بالإسكندرية، والمهندس شامل حمدى، الرئيس التنفيذى للمنطقة الجغرافية البترولية، لتقييم الموقف وتحديد النتائج، ووضع خطة لإعادة تشغيل الوحدة فى أسرع وقت.
وأكد محافظ الإسكندرية السيطرة على الحريق داخل أسوار الشركة، وتم على الفور تفعيل خطة الطوارئ المعتمدة بالشركة والمنطقة الجغرافية البترولية فى الإسكندرية لمواجهة الموقف من خلال استخدام وسائل الإطفاء بالشركة والمنطقة الجغرافية.
ووجه وزير البترول الشكر لقيادات المنطقة الجغرافية البترولية فى الإسكندرية لسرعة تفعيل خطة الطوارئ وتعاملها الفورى مع الموقف ووضع سيارات الإطفاء فى حالة تأهب مستمر، كما وجه الشكر للعاملين بشركة إسكندرية للبترول، على تعاملهم السريع مع الموقف، والنجاح فى السيطرة على الحريق، واتصل الوزير هاتفياً بالعاملين المصابين واطمأن على حالتهم وشكرهم على موقفهم الشجاع.